السبت، 15 نوفمبر 2014

عرف المصرى القديم منذ أقدم عصوره عبادة الشمس والتى كانت أحدى رموزها المقدسة حجر مدبب القمة على شكل هرم عرف فى اللغة المصرية القديمة بإسم بن بن ، ومن هذا الرمز المقدس تطورت فكرة إقامة المسلات التى كانت ترمز لعبادة إله الشمس فقد أقيمت خلال عصر الدولة القديمة معابد خاصة لعبادة إله الشمس كانت تعتمد أساسا على فناء كبير مكشوف يقع فى مؤخرته قاعدة ضخمة أقيم عليها مسلة كبيرة ويوضع أمام القاعدة مائدة للقرابين .
تطورت صناعة المسلات خاصة إبتداء من عصر الأسرة الثامنة عشر ، فكانت المسلة تصنع من قطعة واحدة من حجر الجرانيت تميل جوانبها إلى الداخل كلما إرتفعت وتنتهى قمتها بشكل هرم صغير تكسوه صفائح ذهبية تعكس أشعة الشمس عند سقوطها عليها وكانت المسلة تقام على قاعدة من نفس نوع الحجر المصنوع منها المسلة .
إهتم ملوك عصر الدولة الحديثة إهتماما كبيرا بإقامة المسلات سواء فى أعياد اليوبيل الملكى أو لتخليد ذكرى معينة ، وكان ينقش على المسلة عادة أسماء الملك وألقابه أما نقوش القاعدة ففى الغالب كان يسجل عليها نص يبين أسباب إقامة المسلة وبعض العبارات التى تمجد إله الشمس .
صناعة المسلة كانت فى حد ذاتها عمل شاق ومرهق ، ولكن المصرى القديم برع فى فن صناعة المسلات ونقشها رغم قسوة الحجر التى كانت تصنع منه المسلة ، فقد كان العمل يبدأ أولا بإختيار قطعة الحجر الصالحة لصناعة المسلة وذلك بمنطقة أسوان التى ينتشر بها حجر الجرانيت ويتم ذلك بعناية فائقة لأن الحجر لابد وأن يكون قطعة واحدة خالية من كافة العيوب أو الشروخ ثم يبدأ العمل بعد ذلك فى تسوية السطح العلوى من الصخر ، يلى ذلك فصل الجوانب بإستخدام قطع من حجر الديوربت وكانت كل قطعة فى الغالب تثبت إلى مركات تستخدم بالدق بها عموديا أو تربط بالحبال ويسقطها من أعلى إلى أسفل عامل أو إثنين ويوجها من أسفل عامل آخر إلى المكان الصحيح ، ثم يأتى بعد ذلك فصل الجانب السفلى من المسلة والذى كان يفصل بواسطة حفر أخاديد فى الصخر تحت المسلة يوضع بها كتل من الأخشاب تبلل بالمياه لتتمدد فتساعد على تفتيت الصخور من الجانب السفلى للمسلة ، وأغلب الظن أن نقش المسلة كان يتم قبل نقلها إلى المكان المراد إقامتها به وذلك عن طريق نقش ثلاث جوانب منها أما الجزء الرابع فكان يتم نقشه بعد إقامتها .
أقامت الملكة حتشبسوت أربعة مسلات لها بمنطقة الكرنك ، كانت إثنتين منهما تقع خارج الجدار الشرقى للمعبد ، أما المسلتان الأخريان فكانا بمناسبة يوبيل الملكة حتشبسوت إقيمتا فيما بين الصرحين الرابع والخامس داخل المعبد ، ولم يتبقى لنا من هذه المسلات إلا واحد فقط تشاهد بجوار مسلة الملك تحتمس الأول وهى مسلة ضخمة صنعت من حجر الجرانيت وترتفع حوالى 29.5 مترا ويبلغ وزنها حوالى 323 طنا ، وقد نقشت على جوانب المسلة وقاعدتها نص طويل تذكر فيه أسمائها وألقابها وأسباب إقامتها للمسلة بالإضافة إلى بعض عبارات التمجيد والتبجيل للإله آمون ، فقد كان على قاعدة المسلة نقش من إثنين وثلاثون سطرا على كل جانب منه ثمانية أسطر يصف الأحداث الدنيوية والإلهيه التى واكبت نصب المسلة وإخلاص الملكة لإلها آمون رع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق