ان الريازة العربية الاسلامية هي بصمة معمارية خاصة غير مستنبطة من اي حضارة اخرى, فلماذا نشيح بوجهنا عنها وهي ملكنا , ونتسارع الى المشاريع الاعلى والانطح والاغرب . ان الهندسة المعمارية العربية والمسلمة هي اول من استعملت التمايل والانحناءات في تصاميمها مستنبطة ذلك من الخط العربي المليئ بالانحنائات و التحدبات عكس الخط الاتيني الذي هو تركيبات لخطوط مستقيمة , لذلك اريد ان اقول نحن اصحاب طريقة ابداعية في التصاميم واسمها عالميا في علم الهندسة المعمارية ( الريازة العربية الاسلامية) وما الشواهد الحضارية اليوم التي تثير دهشة العالم في تصاميمها من الاعمدة الالتوائية العالية والسقوف المحدبة والاطواق المتداخلة والشبابيك المقوسة وكأنها تحف منحوتة من قطعة واحدة وما قصور الملوك والسلاطين والجوامع العملاقة والمدارس والجامعات كقصر الحمراء والجوامع العثمانية ودور الخلافة الاموية والعباسية وغيرها وغيرها , ليس بمحضر احصائها الان الا شواهد حية يدفع السائحين و الزوار مبالغ ضخمة لمشاهدتها ومعرفة عبقرية المهندس العربي والمسلم الذي زرع في جميع حضارات العالم شواهد ومنارات ترفع لها القبعة الغربية وتنحني لها الرؤس . وهنا اريد ان اقول الى المهندسين المصممين واصحاب المال المستثمرين ان لا تديرو ظهوركم الى الفن المعماري خاصتنا وتلهثون الى تصميم وبناء دار يشبه البيت الابيض او كادترائية عملاقة ليس سقفها الا سطحين مستوين مائلين من القرميد او ما شابه ذلك واريد ان اتمنى على الملوك والامراء والرؤساء واولي الامر , ان يكونوا امتداد لحضارة اجدادهم واسلافهم وان يدعموا الفن الحضاري العربي المسلم الذي بدات تغزوه الثقافات الحديثة ( المودرن ) ارض العرب والمسلمين ويدعموا المهندس العربي حامل الرسالة الابداعية القديمة ,كلنا نعيش على حضارات سادت ثم بادت ولم يبقى منها الا شواهد معمارية وتحف فنية رائعة عليها فقط اسم بانيها وبصمة المهندس العربي الذي جعلنا ونحن نشاهد هذه الاعجازات العمرانية وكانها حروف عربية عملاقة متناثرة على بعضها لتحكي ابداع المهندس العربي الى الاجيال التالية
المقال منقول

المهندس المدني
رشاد محي الدين