عمارة الأرض وعبادة الله إرادة إلهية

عمارة الأرض وعبادة الله
الموضوع منقل عن:
محمد جلال القصاص


بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
عمارة الأرض وعبادة الله
مداخلة مع فضيلة الشيخ محمد المنجد بخصوص ثنائه على الشيخ إبراهيم السكران

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه ، وبعد :ـ
استمعت لمقطع لفضيلة الشيخ محمد المنجد ـ حفظه الله ـ يثني فيه على الشيخ إبراهيم السكران ـ حفظه الله ـ ، ويتحدث عن عمارة الأرض وعبادة الله . وهذا رابط المقطع المقصود .
http://www.youtube.com/watch?v=jZR1rxHcdQQ&feature=related

وزاحم بعضُ ما ورد في كلمة الشيخ ـ حفظه الله ـ بعضَ ما في حسي من تصورٍ عن عبادة الله وعمارة الأرض ، فأمسكت قلمي أعرض ما عندي.

يتساءل الشيخ ـ حفظه الله ـ : هل الله خلقنا لعمارة الأرض أم لعبادته ؟
ماذا لو تعارضت عمارة الأرض مع عبادة الله ؟
هل العبودية تنافي عمارة الأرض ؟ .
وأجاب ـ حفظه الله ـ بأن العبودية لا تنافي عمارة الأرض ، والأصل هو التوحيد ، وأن الله خلقنا فقط لعبادته ؛ وأننا لا نعارض أبداً عمارة الأرض ، فقد عمَّر أجدادنا ... شيدوا المستشفيات والمدارس وغيرها . وأن الخيار بين عبادة الله وعمارة الأرض خيار لابد منه للتفرقة بين المنهج الإسلامي القائم على العبادة وتعبيد الناس لله ، والمنهج العلماني القائم على تعمير الأرض .
وبدا من كلام الشيخ ـ حفظه الله ـ أن عمارة الأرض شيء قد يتعارض مع العبادة ، أو أنهما منهجان متوازيان ، وعلينا ـ حال التعارض ـ أن نقدم عبادة الله .

وفي حسي أن عمارة الأرض ثمرة من ثمرات الالتزام بشرع الله ، أو لازم من لوازم الالتزام بشرع الله ، أو أثر مترتب على عبادة الله وتعبيد الناس لله . ولا تعمر الأرض بغير هذا .. أبداً . فوجود الصالحين المصلحين من لوازمه عمارة الأرض ، ووجود الفاسدين المفسدين من لوازمه فساد الأرض ، ولم نؤمر بالعمارة ( بمعنى التعمير ) ، بل أمرنا بمعرفة الله وتعريف الناس بالله ليعبدوه ، وإن فعلنا عمرت الأرض تلقائياً .

هذه مسلمة شرعية وعقلية .. واقع نعيشه ، وتاريخ نحكيه .

مسلمة شرعية


قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الأعراف96 ، وقال تعالى : {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ }المائدة66 ، وقال تعالى : {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً }الجن16 .
وقال تعالى : {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
ووصف الله الكافرين بالمفسدين {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ }آل عمران63 {وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ }يونس40.
والتعبير جاء بالألف واللام ، وكأن من لم يؤمن هو المفسد لا غيره .
وسمى الله سعي المنافقين فساداً مع أنهم كانوا مصلحين عند أنفسهم {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ . أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } [ البقرة : 11 ـ 12] . وأهل التفسير على أن الفساد هنا هو المعصية . سمى الشيء بسببه .
فوجود المعصية وجود للفساد . وذهاب المعصية حضور لعمارة الأرض ، فمن أراد العمارة فعليه بالقضاء على المعصية .
وما أن تفكر في هذا الأمر حتى تجد كل ما حولك يندفع إليك شاهداً ومدللاً !!.

وجود المنافقين وجود للفاحشة ، فهم الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19، وبدهي أن من أحب شيئاً سعى في إيجاده ، ووجود المنافقين وجود للخوف بين الناس فهم الذين يرجفون في المدينة قال تعالى : { لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً }الأحزاب60 ، ومثلهم المفرطون ( من المسلمين ) والكافرون الذين يستحلون الخنا والفجور ويظلمون ولا يعدلون .
فوجود مَن لا يعرف الله وجودٌ للفساد . أو حضور المعصية حضور للفساد في الأرض ، هذا ما نقرأه في كتاب ربنا ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ـ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

وواقع نشاهده

أدعياء الحضارة والمدنية تسلطوا على عباد الله في جل بقاع الأرض ، وما النتيجة ؟ ، ما الثمرة الإجمالية لأدعياء الحضارة والمدنية ، وقد مكنوا في الأرض ؟!
ماذا أنتج هؤلاء وقد جفت حناجهرهم ـ وأذنابهم هنا ـ من الحديث عن أنهم أهل جد وعمل يقدمون الصالح ويؤخرون الطالح ، ويرتقي المرء فيهم بما يحسن ؟ ماذا انتج هذا الجد المزعوم في العمل ؟!
الخوف .. القتل .. الفقر .. الجوع .. السير في غير الطريق الذي خلقنا لأجله .
أخرجت لنا قاسياً لا يرحم صغيراً ولا يوقر كبيراً ولا يصل رحماً!!
أخرجت لنا قاسياً يدور مع مصلحته ، فأكل قوت الناس ورضي بفقرهم بل وخوفهم . بل راح يسترزق من خوف الناس وقتلهم وتشريدهم فأشعل نار الحروب ليربح ، وتاجر بالمرض ليبقى سوق الدواء ..
غابت البركة حين حضر هذا القاسي . غابت البركة في الأعمار ، وفي الأرزاق وفي الذرية ، و( البركة من الله ) كما أخبر الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ يؤتيها من يشاء من عباده . وتأتي للأتقياء من المؤمنين فقط ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) .
هذه البركة التي نزعت ، فتجد الدخل ألوفاً والناس يشكون ، وتجد البيت مؤثث بالفاخر الثمين والناس تهفو للماضي . وتجد التقدم التقني في أزهى صوره والمشاكل قائمة لم تحل . ما حاجتي في سيارة فارهة وراتب عال والصدور مهمومة ، والنفوس مشتتة ، والذرية كزرع الظل .. أخضرٍ جميلٍ ولا يثمر ، ما حاجتي بمن لا يشبع ، ولا تجد منه المودة ولا تنتظره إن نبا بك دهرٌ أو جفاك خليلُ ؟!
وبالمثال يتضح المقال :
الدواء .. حصل تقدم تقني لم يكن يتصور في مجال تصنيع الدواء ، وما النتيجة ؟، هل قضى هذا التقدم التقني على المرض ؟! . أسعد البشرية وأزال آلامها ؟!
الذي أراها أنها لازالت تئن ، الذي أراها أنه حصل تقدم تقني .. عمارة ضخمة جداً في هذا المجال ، ولكن حضر الفاسد فذهبت بركتها بل كاد أن يذهب نفعها ، المرض مستمر ، بل يزداد على المستوى الأفقي ( الانتشار إذ عامة الناس الآن مرضى بم لم يكن يعرف في أسلافهم ) وعلى المستوى الرأسي ( توجد أمراض كثيرة يعجز الطب عنها وعددها أكبر من أمثالها فيما سبق ) ، وأسعار الدواء يبالغ فيها جداً ولا يراعى فيها حال الفقراء إلا أن يأتي طيب أو ذو منفعه سياسية ( شخصة أو منظمة ) ويتحمل عن هذا الفقير .
الذي أشاهده أن الدواء أصبح وسيلة لتكسب الرزق ، يتاجرون به ، بل أصبح هؤلاء التقنيون المتقدمون العارفون وسيلة من وسائل الحفاظ على وجود المرض وانتشاره لتجد بضاعتهم سوقاً . وسل عن مرض ( السكر ) : يوجد له أدوية كثيرة ولم لا يعالج ؟ ، وسل عن الأعشاب (الأدوية العشبية ) لم لا ينشط سوقها ؟ ببساطة لأن هناك مستفيدون من غيابها ومن بقاء مرض السكر .
المحصلة الإجمالية أنه مع وجود تقنية عالية جداً ( عمارة ) في مجال الدواء إلا أن بركة هذه التقنية ذهبت ، بل وأصبحت في كثير من أشكالها من أسباب الشقاء بين الناس .

وقل مثل هذا في ( سوق المال ) .. ( البنوك والبورصة .. الخ ) ، أقيمت بأحدث الوسائل من أجل الاستثمار ـ زعموا ـ استفاد منها قلة وتضرر منها كثرة ، فصارت وسيلة من وسائل شقاء الناس .

والتاريخ يشهد :

لم تر البشرية خيراً مثلما رأت مع المسلمين ، انتشر الأمن والأمان ، وحلت البركة في الأعمار والأرزاق والذرية . ويتضح ذلك من مقارنة بين دولة الإسلام ودولة النصرانية التي حكمتها الكنيسة ، ودولة العلمانيين بعد ذلك والتي تحكم من قرنين ونصف تقريباً إلى يومنا هذا . بل وأي دولة حكمت الناس في شرقها وغربها ، ومن شاء لمحة عن ذلك ففي
كتاب ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ؟ ) .
بملئ فمي أقول : سعدت بنا البشرية ولم تسعد بغيرنا . كنا مشعلاً يضيء وغيرنا ناراً تحرق ، كنا مرتعاً زكياً عطراً آمناً ، وغيرناً مستنقع آسن مظلم عفن .

هدف البشرية ليس العمارة


أنصت لأهل البرمجة العصبية اللغوية وطالعت في كتب علم النفس فوجدتهم يحللون ( السلوك ) أو بالأدق ( السعي ) ويتحدثون بأن الهدف من سعي كل إنسان هو تحقيق السعادة ، فكل الناس يبحثون عن السعادة ، لا عن عمارة الأرض ولا عن الرقي والحضارة . وهم تائهون . فالسعادة وهي الراحة والطمأنينة عندهم وعند غيرهم وهي غير اللذة ، وغير النجاح . والراحة والطمأنينة أبداً لا تكون إلا في طاعة الله سبحانه وتعالى وعز وجل . {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28 ، وقال تعالى : {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 ، وقال تعالى : {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }المطففين22
وقد فشلت الحضارة الحالية في تحقيق السعادة للناس ، والاحصائيات التي تخرج من عندهم شاهد عليهم . بل قد نشرت الفساد ، وزادت من أمراض الناس كما قد تقدم .

فغاية الناس الحقيقية عندنا وليست عند غيرنا . غاية البشرية ليست بيوت وطرق ومصانع ومزارع ـ ولا أزهد فيها أبداً ـ بل غايتهم الأولية السعادة ، وهي لا تكون إلا بالإيمان بالله {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }التغابن11

كيف تعمر الأرض بمن لا يستهدف عمارة الأرض ؟

حين يستقر الإيمان في النفوس ويتعرف الناس على ربهم ، ويكثر الطيبون يتخصصون هذا يجاهد على الثغور ، وذاك يعلم الناس ، وهذا يميل للكمياء فينشط فيها ، وهذا يميل للرياضيات وهذا يهوى البحر فيركبه طلبا لرزقه أو مجاهداً ، أو باحثاً ...
يندفع الجميع حول هدفٍ واحدٍ في البداية نعم ، وهو التوحيد ، ومجاهدة المفسدين ، ثم حين تستقر الأمور يتخصصون تلقائياً . فلا ينتدب الجميع للجهاد ولا يستطيعون ، ولا ينتدب الجميع لطلب العلم ولا يستطيعون ، ولا ينتدب الجميع للقيام بشئون الناس ولا يستطيعون . بل كل ينشط حيث يحسن . ولذا في النظام الإسلامي تسند المهام ( المناصب ) ولا تطلب ، تعرض علينا حاجة معينة كتخطيط مدينة أو إقامة مصنع أو ظهور حاجة للناس في محصولٍ زراعي او صناعة أو علم شرعي أو غير شرعي فينظر ولاة الأمر في الناس وينتدبون مَن يصلح . . . هذا يحسن هذا الامر فيدعى اليه أو يفسح له . بخلاف ما يحدث في الأنظمة الأرضية . التي تسند فيها المهام العلمية والسياسية لمن لا يصلح لها فيفسد .
ولذا حين استقر الإسلام في البلدان نشأت العلوم الأخرى ، وتقدم العلم ـ جملة ـ عندنا ، فكانت حلق العلم في المساجد تضم أكثر بكثير مما تحتويه الجامعات في عصور النهضة في أوروبا ـ على سبيل المثال ـ ، وكان الأمر تلقائيا ، وكان المنتسبون للحلق مع كثرتهم محبون لما يفعلون ، ولذا كانت ثمرتهم طيبة عطرة تسر من ينظر إليها ومن يستفيد منها . ثم ظهرت من عندنا الكمياء والطب ( وأطباء النصارى كانوا مشغولين بإفساد ديننا بالتراجم ودراسة الفلسفة وتدريسها او تسويقها ) وغيرهما من العلوم التقنية .
إن هذا هو التسلسل الطبعي .. إن هذا هو المسار الطبعي للتقدم التقني . . . لعمارة الأرض .. للإفادة من الناس كل بما يحسن ... لتحقيق الغاية الحقيقية في حياة الناس وهي السعادة .

وفي طاعة الله البركة

يعرف أحدنا هذا في نفسه ، بل في يومه ، فيوم تصلي فيه الفجر في جماعة وتجلس ساعة للذكر ليس كيوم تصلي فيه وتنصرف بلا ترديد للأذكار .. ليس كيوم تفوتك فيه الصلاة مع الناس ... ويعنيني هنا موضوع المداخلة مع شيخينا محمد صالح المنجد وهو عمارة الأرض .
أمر الله الأولين من هذه الأمة أن يسيروا في الأرض وينظروا ، والنظر حسي ومعنوي كما يقول أهل التفسير ، جاء الأمر بصيغة الحض وبصيغة الأمر ، وجاء الأمر بالسير للنظر ، وجاء الأمر بالنظر حال السير لغرضٍ آخر ، جهادٍ أو تجارة . ولما كان المؤمن وقافاً عند أمر الله فهم المقصود منه أم لم يفهم راح هذا العربي الأمي المحب لله ـ سبحانه وتعالى ـ ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المعظم لأمر الله ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ـ ينظر حال السير ، فنشأ علوماً من هذا ، بل حدث تحول نوعي في العلم التجريبي بسبب هذا !!
راح يسجل ملاحظاته على الجبال والأحجار فنشأ علم الجيولوجيا ( علم الأرض ) ، وراح يسجل ملاحظاته على النباتات هذا عشبي وهذا ساقي وهذا ذو موسم واحد وهذا ذو موسمين فنشأ علم النباتات بما يحتويه من علوم أخرى .
تحول العلم من نظري كما كان مع اليونانيين إلى علم تجريبي يقوم على التجربة .. الرصد والتحليل فحدثت نقلة نوعية في العلوم التقنية أوجدت ما تراه عينك الآن . ولم يكن شيئاً من هذا مقصوداً بدية ، وإنما فقط تعظيم أمر الله . جاء العلم التقني والتقدم والرقي وعمارة الأرض من طاعة الله وتعظيم أمره .
فليس ثم منهجان نختار بينهما ... توحيد الله وعمارة الأرض ( تعمير الأرض ) ، إذ لا يوجد عمارة حقيقية في غير مرضاة الله . ولا يمكن لمن يتخلى عن التوحيد أن يعمر الأرض .. أن ينتفع به الخلق . هذا ما نقرأه في كلام ربنا ، ويشهد عليه ما حولنا ومن حولنا ، وتاريخ البشرية كلها .

أبو جلال / محمد بن جلال القصاص
ظهر الجمعة
‏26‏/ شعبان ‏/1431
‏06‏/08‏/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق