الجمعة، 25 يوليو 2014

الصفات و السمات لجداريات مقبرة مصرية قديمة

السمات الفنية لجداريات من مصر القديمة
 
 هذه من رسالة علمية تتناول تحليل جداريات مقبرة فرعونية يرجع تاريخها إلى الأسرة الثامنة في عصر الدولة الحديثة. وعسي تعم بها الفائدة
 
ميدل ايست أونلاين

مناظر المقبرة وارتباطها بالعقيدة الدينية
حصل الباحثالمحتهدعبدالرحيم حاكم حسن حاكم، أخصائي النشاط الفني برعاية شباب كلية الفنون الجميلة بالأقصر جامعة جنوب الوادي ومن قرية الحرذات بنقادة قنا على درجة الماجستير تحت عنوان "السمات الفنية لجداريات مقبرة رخ مى رع" دراسة تحليلية من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان.المصرية
وضمت لجنة المناقشة أ. د. صفية طه القباني أستاذ بقسم التصوير كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وأ. د. محمد أحمد عربي أستاذ بقسم التصوير ووكيل كلية الفنون الجميلة بالاقصر جامعة جنوب الوادي، وأ. د. حسن عبدالفتاح حسن أستاذ متفرغ بقسم التصوير جامعة حلوان وعميد كلية الفنون الجميلة سابقا، وأ. د. عبدالسلام عيد إبراهيم أستاذ متفرغ بقسم التصوير كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية ورئيس قسم التصوير سابقا.
وتناولت الرسالة موضوع تحليل جداريات مقبرة "رخ مى رع" التي يرجع تاريخها إلى الأسرة الثامنة عصر الدولة الحديثة، وهو من أشراف الدولة الحديثة الملك "تحتمس الثالث" و"أمنحتب الثاني" وقد وجد أن مقبرته من أضخم مقابر الأشراف، ومن المقابر المميزة في الاختلاف المعماري والهندسي عن باقي مقابر الأشراف وأوسعها شمولا لموضوعات الفن المصري القديم بمراحله المختلفة، مما أمكن تتبع ما هو جديد على جدران هذه المقبرة.
وتميزت مقبرة "رخ مى رع" بأنها مازالت محتفظة بجمال مناظرها وألوانها الذاهية حتى الآن والتي لا شك في أنها تلقي ظلالها على السمات الفنية للتصوير الجداري فيجعلها النموذج المثالي لدراسة فن مقابر أشراف الدولة الحديثة.
وقد حاول الباحث جاهدا إبراز أهمية مقبرة "رخ مى رع" من حيث الأسلوب المتبع في رسم مناظر هذه المقبرة وارتباطا بالعقيدة الدينية ثم التعرف على طرق الأداء عند المصور المصري القديم واستخدامة للخامات والأدوات، فتجمل جدران مقبرة "رخ مى رع" أعمالا فنية متنوعة تنوعا هائلا فيما بين التصوير الجداري الذي يجمع بين النحت والتلوين وبين الرسوم الجدارية الخالصة حيث صورها الفنان برشاقة وثقة تنم على مهارة عالية ووعي تام بالغرض التعبيري أو الرمزي ويشمل البحث أعمالا فنية حرص فيها الباحث على ابتكار تصميمات جدارية معاصرة وكذلك استخدام خامات جدارية لأول مرة في تكوينات تجريدية مختلفة.
وجاء البحث مكونا من مقدمة وخمسة فصول.
الفصل الأول: وعنوانه "الفن المصري وارتباطه بالعقيدة المصرية عبر الأسرات الحاكمة"، وتحت هذا العنوان عدة عناصر رئيسية تضمنت المقدمة، الآلهة المصرية وماهيتها، أو التعددية الآلهية، ثم أشكال الآلهة ثم موضوع عقائد مرتبطة بأشكال الحيوانات والطيور، ثم نظريات الخلق عند القدماء المصريين، وموضوع أثر الآلهة الاجنبية على العقيدة المصرية، حيث ظلت العقيدة المصرية ضيقة، واختلف الوضع أثناء الدولة الحديثة حيث وصلت الإمبراطورية المصرية إلى أوج ازدهارها وامتدادها.
كما تناول هذا الفصل موضوع التحنيط، ومعنى كلمة مومياء والتي تعني حرفيا الجسد المحفوظ بعد الموت سواء أكان إنسانا أو حيوانا.
أما الفصل الثاني فعنوانه مقبرة "رخ مى رع" نموذج متكامل للتصوير الجداري في الدولة الحديثة. واشتمل هذا الفصل على عدة نقاط أهمها زمان ومكان مقبرة "رخ مى رع"، وتناول نبذة عن حياة الوزير "رخ مى رع"، وبعض أعماله وإنجازاته، ثم طرق وسائل التصوير لمقبرة "رخ مى رع" ثم موضوع مصادر الألوان ورمزيتها، حيث وزعت الألوان على الجدران بطريقة أحدثت نوعا من الترابط بين العناصر، وواقعا جماليا مثيرا للدهشة، حيث استطاع الفنان المصري القديم عن طريق الألوان أن يؤكد أهمية العناصر حيث أضاف قيمة جمالية رائعة في التنظيم اللوني.
ثم تناول الفصل الثاني موضوع الأدوات والمواد التي استخدمها المصور المصري القديم في الرسم والتلوين، والتي تضمنت الألوان والمواد المثبتة للألوان مثل الصمغ والغراء وشمع العسل وزلال البيض والورنيش وأنواع الفراجين (الفرش) المختلفة ثم المصاحين والباليتات، ثم موضوع الدراسة التحليلية لجداريات مقبرة "رخ مى رع" التي شملت مشاهدة الحياة الوليمة، ومشاهدة الصناعات المختلفة كالخبز والعجائن والمعادن وصناعة الذهب والنبيذ والجلود والطوب وأيضا مشاهدة الصيد والمناظر الجنائزية ومناظر الجزية الموجود بالصالة العريضة بالمقبرة.
وكان عنوان الفصل الثالث "الصياغات التشكيلية لمقبرة (رخ مى رع)" وقد تعرض هذا الفصل لمفهوم التكوين  - ونعني هنا التكوين الفنيبصورة عامة ثم الأسس التي استخدمها الفنان المصري القديم في عملية التكوين داخل المقبرة وهي:
1- تجاوز الأشكال على خط القاعدة.
2- خط القاعدة أو الأرض.
3- تراكب الأشكال.
4- التماثيل والمثالية داخل مقبرة "رخ مى رع".
5- المنظورة في التصوير المصري القديم.
ثم موضوع الخط وأنواعه، حيث برع المصور المصري القديم في استعمال الخط داخل مقبرة "رخ مى رع" كما كان لكل خط مدلول معين، ثم موضوع الاحياء بالشفافية باستخدام الخط. كما تضمن موضوع الشكل الذي يندرج تحته عدة نقاط هامة منها تصوير الشكل البشري، تصوير الحيوان، والطيور والنبات.
ثم انتقل الحديث في هذا الفصل إلى عنصر الإيقاع حيث يظهر في صور جدران مقبرة "رخ مى رع" من خلال الحركة والتكرار والثبات في التكوينات المتعددة والمتنوعة المرسومة على الجدران، كما تضمنت الدراسة الإشارة إلى التوازن والتسطيح حيث نجد التوازن واضحا في ارتباط العناصر الرئيسية بعنصر الكتابة والمناظر الجدارية، وكذلك الوضع التقليدي للأفراد وظهر في المساحات والفراغات التي توجد بين الأشكال المختلفة، أما التسطيح فيعد سمة أساسية من سمات الفن المصري القديم، حيث ظهر التسطيح من خلال الجسم البشري وأيضا رسوم الحيونات المختلفة حيث أبرز الفنان الوضع الملائم لإظهار الخصائص المميزة حيث ارتبطت العناصر بمستوى واحد فقط.
ويحمل الفصل الرابع عنوان "الدلالات الرمزية وطرق استخدامها كعناصر ووحدات زخرفية في مقبرة (رخ مى رع)"، وتناول الباحث بالشرح مفهوم الرمز في الفن المصري القديم. كما تناول أهم الرموز التي وجدت بمقبرة "رخ مى رع" ومنها علامة العنخ، والجد، والواس، والمسلة، علامت الاخت (الأفق) ثم رمزية زهرة اللوتس، وشجرة الجميز، والمقصورة أو الناووس، ورمزية القارب وأنواعه، وأشكال الخبز، والايماءات والأوضاع البشرية.
ثم تناول بالشرح رمزية اللون حيث اهتم المصري القديم بألوان فلكل لون مدلول معين كان المصري القديم يعتقد بها ثم رمزية الأرقام والموازين.
أما الفصل الخامس فقد اشتمل على تجربة الباحث الفنية والتي حرص فيها على ابتكار تصميمات جدارية معاصرة، وكذلك بعض التجارب الخاصة بالباحث كاستخدام خامات لأول مرة في تكوين تجريدي.
وقد حاول الباحث إبراز أهمية مقبرة "رخ مى رع" من حيث الأسلوب المتبع في رسم مناظر هذه المقبرة وارتباطها بالعقيدة الدينية ثم التعرف على طرق الأداء عند المصور المصري القديم واستخدامه للخامات والأدوات، فتحمل جدران مقبرة "رخ مى رع" أعمالا فنية متنوعة تنوعا هائلا فيما بين التصوير الجداري الذي يجمع بين النحت والتلوين وبين الرسوم الجدارية الخالصة حيث صورها الفنان برشاقة وثقة تنم على مهارة عالية ووعي تام بالغرض التعبيري أو الرمزي.
 و عسي ان تكون هذه المقالة جد مفيدة لأنها رائعة حقا

الأربعاء، 23 يوليو 2014

عمارة الموتي في الحضارة المصرية القديمة


العمارة الجنائزية 

هناك نوعان من العمارة في مصر القديمة.  الأولى منها تسمى العمارة الجنائزية او "عمارة الموتى"، التي تعرف ببيت الأبدية؛ وهي التي كانت تقام لتخدم العقائد والمعتقدات الدينية لدى المصري القديم، والتي تتمثل في المقابر والمصاطب والأهرامات والمعابد التي أطلق عليها اسم عمارة العالم الأخر أو العمارة الجنزية.  ولقد اهتم المصري القديم باستعمال الأحجار في المباني الخاصة بالعالم الأخر منذ بداية عصر الأسرات  الأول. فنلاحظ في إحدى مقابر أبيدوس تم اعداد الأرضية من كتل ضخمة من الجرانيت تم تسويتها وتربيعها قليلاً حتى تلائم الفراغ. فكان أول استعمال فعلي للحجر في البناء لم يكن يتم إلا في عصر الأسرة الثانية وفي الأسرة الثالثة، وازداد استخدام الحجر عند إقامة المجموعة الهرمية الكاملة في عهد الملك زوسر.

مصطبة الملك شبسكاف. الدولة القديمة

هرم الملك زوسر او المصطبة المدرجة. سقارة

هرم الملك سنفرو وتطور للعمارة الهرمية للوصول الى الشكل الهرمي الكامل. دهشور

اهرام الجيزة بالشكل الهرمي الكامل وامامها اهرام الملكات بشكل الهرم المدرج. الجيزة


ولقد بدأ استعمال الحجر في عمارة  المقابر في بدايات عصر الأسرات، خلال الأسرتين الأولي والثانية في هيئة مصطبة من الأحجار. تتكون من جزأين ثم تطورت فيما بعد ذلك الى الشكل الهرمي المدرج (المصطبة المدرجة) في عهد الأسرة الثالثة من حكم الملك زوسر والتي كانت عبارة عن سبع مدرجات تعلو بعضها البعض ومع بداية عصر الأسرة الرابعة شهدت العمارة تطورًا كبيرًا في مجال العمارة وخاصة العمارة الدينية،  فنلاحظ اكتمال الشكل الهرمي ويتضح ذلك من خلال أهرامات الجيزة الثلاثة واستمرت الأشكال الهرمية أيضًا في عصر الدولة الوسطي ثم مرت مصر في فترة سقوط أخري تراوحت ما بين صراع داخلي واحتلال أجنبي. وتنهض مصر من كبوتها وتتخلص من الاحتلال وتتعلم أنه لا استمرار في الإبداع إلا في ظل دولة قوية سياسيًا وإداريًا وعسكريًا واقتصاديًا.


  
وادي الملوك بالبر الغربي. الدولة الحديثة. الأقصر

 
 مقبرة الملك توت عنخ آمون .البر الغربي.الدولة الحديثة.الأقصر

جدارية من مقبرة سن نجم في حقول اليارة مع زوجتة.  البر الغربي الأقصر


الملكة نفرتاري والمعبود حورس. مقبرة نفرتاري بالبر الغربي. الدولة الحديثة. الأقصر

ثم نجد مقابر الدولة الحديثة التي تميزت عمارتها بالعديد من الملامح الفنية الجديدة والتي تمثلت فيالتخلي الكامل عن فكرة الشكل الهرمي للمقبرة،  وهي على الرغم من ضخامة وتأمين ممراته وحجراته الداخلية إلي أن الشكل الهرمي كان أمر واضح أمام من تسول لهم أنفسهم العبث بالمقابر. وتم اختيار موقع جبلي بعيدًا عن كل مظاهر الحياة.كما تم الفصل ما بين عمارة المقبرة وعمارة المعبد حيث فقد كان الربط بينهما يحدد موقع المقبرة مما يسهل الأمر للصوص ولهذا اختير ان تقام لهم مقابر في الصخور في غرب طيبة بوادي الملوك بعيدا عن ايدي العابثين.

الموضوع منقول