- 2-1 العمارة العربية المعاصرة فى المشرق العربى تعتبر حصيلة التفاعلات الحضارية التى تمت فى المنطقة على مدى تاريخها الحضارى الطويل ... ويظهر هذا التفاعل فى التقسيم المميز لمعظم التجمعات السكنية فى المنطقة.. حيث تنفصل المدينة القديمة بأسوارها وما بقى من مبانيها التاريخية عن المراحل المعمارية المتتايعة خارج الأسوار وإذا كان هذا التقسيم العام واضحاً فى معظم المدن إلا أنه يختلف فى تفاصيله المعمارية من مدينة إلى أخرى تبعاً لموقعها الجغرافى ومراحل تاريخها السياسى والتكوين الحضارى لمجتمعاتها .
2-2 ومن ناحية أخرى يمكن تقسيم التفاعلات الحضارية فى عمارة الشرق العربى إلى مراحل تاريخية متميزة المرحلة الأولى منها قبل التاريخ وهى مرحلة تهم الاّثريين والمؤرخين أكثر مما تهم المعماريين نظراً للبعد الزمنى الكبير لهذه المرحلة ، ثم المرحلة المتميزة الثانية وهى المرحلة التاريخية قبل الميلاد أو بعده وهى تتكون من مراحل متتالية تتابعت على فترات زمنية طويلة إرتبطت كل مرحلة فى جذورها بالمراحل السابقة وأمتدت اّثارها إلى المراحل التالية وذلك فى تفاعلات حضارية طويلة الزمن عميقة التأثير محدودة المكان ، وهنا تظهر التفاعلات المعمارية المحلية أكثر وضوحاً من التفاعلات الخارجية .
2-3 وتختلف هذه التفاعلات من منطقة جغرافية إلى أخرى تبعاً لتعرضها للتقلبات التاريخية فعندما كانت مصر تتأثر بالحضارة الفرعونية ثم اليونانية والرومانية حتى ظهرت الحضارة الإسلامية تأثرت المناطق المحيطة بها فى السودان جنوباً بالحضارة الفرعونية وشمالاً فى الشام ( فلسطين وسوريا والأردن ولبنان ) ببعض المؤثرات الحضارة الفرعونية ثم بنفس المؤثرات الخارجية للحضارة اليونانية والرومانية حتى ظهور الحضارة الإسلامية وعلى الجانب الشرقى فى أرض ما بين النهرين ظهرت الحضارة الأشورية منفصلة عنها ومتزامنة مع الحضارة الفرعونية ثم تبعتها حضارات أخرى منفصلة ومتزامنة مع الحضارة الفرعونية التى قل تأثيرها شرقاً.. حتى ظهور الحضارة الإسلامية وفى الجزيرة العربية عاشت المنطقة مراحل تاريخية متتالية محدودة الاّثار المعمارية بعيدة عن مؤثرات الحضارات المتزامنة فى مصر والشام أو أرض ما بين النهرين إلى أن ظهرت الحضارة الإسلامية التى تمثل المرحلة المتميزة الثالثة .
2-4 يتضح من التتابع التاريخى أن التفاعلات الحضارية فى عمارة الشرق العربى أخذت الصيغة المحلية إلى أن ظهرت الحضارة الإسلامية كمؤثر عام شمل كل مجتمعات المشرق العربى وبعدها بدأ الإرتباط الحضارى بينها سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وعمرانياً..بدأت تظهر اّثار التفاعلات الحضارية الإسلامية على عمارة المنطقة بدأ بعمارة المساجد ثم بالعمارة الرسمية حتى العمارة السكنية والشعبية فإنتقلت الملامح المعمارية للدول الإسلامية المتتالية من مراكز الحكم أو الولاية إلى سائر إنحاء الدولة مع إنتقال الإمارة والولاة التابعين لها..وهنا تدخل منطقة المشرق العربى فى حدود الدولة الإسلامية بجناحيها فى الشرق والغرب ، وهكذا تظهر التفاعلات الحضارية فى عمارة المشرق العربى واضحة المعالم بين دول المنطقة فى هذه الفترة التاريخية حتى ظهور الدولة العثمانية وما يتبعها من غزوات وإستعمار سياسى أو إقتصادى أو ثقافى وهو ما يحتل المرحلة المتميزة الرابعة والتى لا تزال اّثارها الجانبية مستمرة حتى الأن .
2-5 وإذا كانت التفاعلات الحضارية فى عمارة المشرق العربى فى المراحل الثلاثة الأولى قد إنحصرت داخل المدن القديمة إلا أن اّثار التفاعلات الحضارية فى المرحلة الرابعة ظهرت اّثارها على عمارة المدن خارج الأسوار ثم إنعكست بعد ذلك على العمارة داخل الأسوار وإزدادات اّثار هذه التفاعلات فى هذه المرحلة مع زيادة السرعة فى وسائل الإتصال سواء على المستوى المحلى للمنطقة أو المستوى الدولى مع العالم الخارجى ، ومع ضعف الإستمرار الحضارى الإسلامى فى هذه المرحلة بدأت المنطقة تتعرض لغزوات حضارية وثقافية أثر الغزوات العسكرية والسياسية إنعكست اّثارها على مختلف جوانب الحياة الإجتماعية والثقافية وفى مقدمتها العمارة حيث إنتقلت إلى المنطقة قادمة من الغرب بأساليب جديدة فى البناء وأنماط جديدة من التصميمات وعناصر جديدة من المفردات المعمارية تجمعت فى القوالب المعمارية التى تميزت بها كل فنرة من هذه المرحلة وصحب ذلك دخول الفكر الغربى إلى العملية التعليمية والمهنية ليس فقط فى التصميم المعمارى بواسطة المعماريين الأجانب ولكن دخل أيضاً فى تكوين المعمارى العربى نفسه سواء فى المدارس المعمارية المحلية أو بالإنتماء إلى المدارس المعمارية الأجنبية فى فرنسا وانجلترا وإيطاليا... وانتقل بذلك الفكر المعمارى الغربى إلى المنطقة ليشكل عمارة المدينة العربية المعاصرة خارج أسوار المدن القديمة وكانت أقرب المصادر المعمارية إلى المنطقة فى فرنسا وإيطاليا واليونان.. حتى انتقلت منها تعابير المهنة وألفاظها .
2-6 وإذا كان هناك وحدة فى التعبير المعمارى فى العصور الإسلامية ربطت بين عمارة الأقطار الإسلامية المختلفة فى المشرق العربى وإن أختلفت فى تفاصيلها المعمارية التى تأثرت بطرق التشييد ومواد البناء التى إستعملت على مر العصور السابقة فإن وحدة التعبير المعمارى فى المرحلة التاريخية الرابعة التى ضعف فيها الإستمرار الحضارى الإسلامى جاءت نتيجة لوحدة المصادر الغربية لوسائل البناء والتشييد مع وحدة المتطلبات الإجتماعية الجديدة التى صاحبت الغزوات الحضارية على المنطقة وكادت تقضى على المقومات الحضارية الإسلامية وإذا كانت وحدة التعبير المعمارى فى العصور الإسلامية المتتابعة قد ظهرت فى المبانى الدينية من المساجد والمدارس فقد ظهرت أيضاً فى المبانى العامة والرسمية كما ظهرت فى العمارة السكنية التى إرتبطت بنسيج عمرانى يعبر عن العلاقات الإنسانية المترابطة للمجتمع فإن وحدة التعبير المعمارى فى العصور اللاحقة والتى ضعف فيها الإستمرار الحضارى الإسلامى ظهر أكثر ما ظهرت على العمارة الرسمية للمبانى العامة كما ظهرت فى العمارة السكنية التى إرتبطت بنسيج عمرانى جديد يعبر عن العلاقات الإنسانية المتحللة للمجتمع بل وساعدت على تفكك هذه العلاقات بالإضافة إلى تدمير وسائل النقل والإتصال الحديث لما تبقى من هذه العلاقات الإجتماعية وبذلك فقدت العمارة العربية أصولها المتوارثة كما فقدت المجتمعات العربية أصالتها الإجتماعية والثقافية .
2-7 والعمارة فى كل المراحل التاريخية التى مرت بها المنطقة هى من صنع الإنسان سواء المكلف من قبل الوالى أو الحاكم ،بالنسبة للمبانى الرسمية والعامة أو المكلف من قبل الفرد صاحب العقار بالنسبة للعمارة الشعبية ، وفى كلا الحالتين يتحرك الإنسان المكلف بالبناء من منطلق رغبات الوالى أو الحاكم أو الفرد صاحب العقار ...وكل يعبر عن متطلباته وتطلعاته من واقع تكوينه الثقافى والحضارى وتبدأ عمليات البناء من صنع الإنسان سواء بيده التى تعبر عن إحساسه بالمادة أو مقدرته التى تظهر فى إتقانه وإخلاصه للعمل وهذا ما تميزت به عصور ما قبل الثورة الصناعية أو سواء بالاّلة التى إبتكرها غيره لمساعدته على أداء عمله فى البناء توفيراً للوقت والجهد والذى أصبح ظاهرة إجتماعية إقتضتها متطلبات السرعة فى الحركة والإنتقال والإتصال ، ومن هنا فإن التفاعل الحضارى بين المعماري والصانع والمادة فى ضوء المستوى الثقافى والحضارى لصاحب العقار مشكلاً فى الصيغة النهائية للعمارة بكلياتها وجزئياتها بعموميتها وتفاصيلها ، فالعمارة إذن هى نتاج مشترك للمعمارى والصانع وصاحب الأرض . التفاعلات الحضارية فى عمارة الشرق العربى :
المدونة تهتم بالتعليم المعماري و الانشائي و التصميم الفني و الرسوم الفنية و المعمارية و الكتب و المقالات المعمارية الحديثة و القديمة و الشروحات الانشائية و المعمارية و الطرز و الأساليب المختلفة للبناء و الخامات المعمارية و ادوات الانشاء و البناء و العمارات و الأبنية المختلفة و المدارس المختلفة للتصميم المعماري و الانشائي في اسلوب فني جميل.
السبت، 15 نوفمبر 2014
دراسة في العمارة المعاصرة و تناسبها للعرب
عوامل الوحدة والتنوع فى العمارة العاصرة
ومدى ملائمتها للعصر
( دراسة خاصة بدول المشرق العربى )
ومدى ملائمتها للعصر
( دراسة خاصة بدول المشرق العربى )
- مقـدمـــة :
كانت العمارة على مدى العصور هى المراّة التى تنعكس عليها حضارات الشعوب
عن مسلة حتشبسوت
عرف المصرى القديم منذ أقدم عصوره ،عبادة الشمس والتى كانت أحدى رموزها المقدسة حجر مدبب القمة على شكل هرم .عرف فى اللغة المصرية القديمة - بإسم بن بن ، ومن هذا الرمز المقدس تطورت فكرة إقامة المسلات التى كانت ترمز لعبادة إله الشمس فقد أقيمت خلال عصر الدولة القديمة معابد خاصة ،لعبادة إله الشمس كانت تعتمد أساسا على فناء كبير مكشوف يقع فى مؤخرته قاعدة ضخمة .. أقيم عليها مسلة كبيرة ويوضع أمام القاعدة مائدة للقرابين .
عرف المصرى القديم منذ أقدم عصوره عبادة الشمس والتى كانت أحدى رموزها المقدسة حجر مدبب القمة على شكل هرم عرف فى اللغة المصرية القديمة بإسم بن بن ، ومن هذا الرمز المقدس تطورت فكرة إقامة المسلات التى كانت ترمز لعبادة إله الشمس فقد أقيمت خلال عصر الدولة القديمة معابد خاصة لعبادة إله الشمس كانت تعتمد أساسا على فناء كبير مكشوف يقع فى مؤخرته قاعدة ضخمة أقيم عليها مسلة كبيرة ويوضع أمام القاعدة مائدة للقرابين .
تطورت صناعة المسلات خاصة إبتداء من عصر الأسرة الثامنة عشر ، فكانت المسلة تصنع من قطعة واحدة من حجر الجرانيت تميل جوانبها إلى الداخل كلما إرتفعت وتنتهى قمتها بشكل هرم صغير تكسوه صفائح ذهبية تعكس أشعة الشمس عند سقوطها عليها وكانت المسلة تقام على قاعدة من نفس نوع الحجر المصنوع منها المسلة .
إهتم ملوك عصر الدولة الحديثة إهتماما كبيرا بإقامة المسلات سواء فى أعياد اليوبيل الملكى أو لتخليد ذكرى معينة ، وكان ينقش على المسلة عادة أسماء الملك وألقابه أما نقوش القاعدة ففى الغالب كان يسجل عليها نص يبين أسباب إقامة المسلة وبعض العبارات التى تمجد إله الشمس .
صناعة المسلة كانت فى حد ذاتها عمل شاق ومرهق ، ولكن المصرى القديم برع فى فن صناعة المسلات ونقشها رغم قسوة الحجر التى كانت تصنع منه المسلة ، فقد كان العمل يبدأ أولا بإختيار قطعة الحجر الصالحة لصناعة المسلة وذلك بمنطقة أسوان التى ينتشر بها حجر الجرانيت ويتم ذلك بعناية فائقة لأن الحجر لابد وأن يكون قطعة واحدة خالية من كافة العيوب أو الشروخ ثم يبدأ العمل بعد ذلك فى تسوية السطح العلوى من الصخر ، يلى ذلك فصل الجوانب بإستخدام قطع من حجر الديوربت وكانت كل قطعة فى الغالب تثبت إلى مركات تستخدم بالدق بها عموديا أو تربط بالحبال ويسقطها من أعلى إلى أسفل عامل أو إثنين ويوجها من أسفل عامل آخر إلى المكان الصحيح ، ثم يأتى بعد ذلك فصل الجانب السفلى من المسلة والذى كان يفصل بواسطة حفر أخاديد فى الصخر تحت المسلة يوضع بها كتل من الأخشاب تبلل بالمياه لتتمدد فتساعد على تفتيت الصخور من الجانب السفلى للمسلة ، وأغلب الظن أن نقش المسلة كان يتم قبل نقلها إلى المكان المراد إقامتها به وذلك عن طريق نقش ثلاث جوانب منها أما الجزء الرابع فكان يتم نقشه بعد إقامتها .
أقامت الملكة حتشبسوت أربعة مسلات لها بمنطقة الكرنك ، كانت إثنتين منهما تقع خارج الجدار الشرقى للمعبد ، أما المسلتان الأخريان فكانا بمناسبة يوبيل الملكة حتشبسوت إقيمتا فيما بين الصرحين الرابع والخامس داخل المعبد ، ولم يتبقى لنا من هذه المسلات إلا واحد فقط تشاهد بجوار مسلة الملك تحتمس الأول وهى مسلة ضخمة صنعت من حجر الجرانيت وترتفع حوالى 29.5 مترا ويبلغ وزنها حوالى 323 طنا ، وقد نقشت على جوانب المسلة وقاعدتها نص طويل تذكر فيه أسمائها وألقابها وأسباب إقامتها للمسلة بالإضافة إلى بعض عبارات التمجيد والتبجيل للإله آمون ، فقد كان على قاعدة المسلة نقش من إثنين وثلاثون سطرا على كل جانب منه ثمانية أسطر يصف الأحداث الدنيوية والإلهيه التى واكبت نصب المسلة وإخلاص الملكة لإلها آمون رع .
تصميم السقف المصمت ..............................................ة...................................................................................................................................تتابع 3
في هذه المذكرة شيء هام جدا ألا و هو معرفةالأحمال الواقعة علي السقف الخرساني
و هي وزن اللياسة تحت السقف + وزن البلاطة الخرسانية +وزن الرمل فوق السطح و اسفل البلاط +وزن الأحمال الحية
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)