قراءة نحو نظرية ” جدليــــــة العمـارة ”  في كتب رفعة الجادرجي ..

رفعة الجادرجي فيلسوف العمارة .. 
معماري وفنان تشكيلي عراقي ولد سنة 1926 في بغداد وحصل على دبلوم الهندسة المعمارية من مدرسة “همرسمث للحرف والفنون” البريطانية سنة 1950
؛ والمقدس عنده هو حرية الفرد وأنه لا إمام سوى العقل ، وهو معاصر ينظر إلى الماضي في سبيل التطلع للمستقبل ، ومتذوق للموسيقى وللمسرح ومصور فوتوغرافي مبدع .. منهمك في الهم الفلسفي والوجداني ، يدرس العناصر الفلسفية الوجدانية في كتبه ليوثق افكار العمارة وتداعياتها ، مصطدماً بالمعتقد الديني للمجتمع مرة وبالتحرز الأجتماعي وبضيق أفق الفكرة التي تسود المجتمع  مرة أخرى ، إنه يرى العمارة محتوى الذات وأفق المجتمع ومنجزاته الحضارية ..
حصل على جائزة أغاخان للعمارة في سنة 1986 ..
وحصد جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فئة الفنون عن كتابه ” في سببية وجدلية العمارة ” في سنة 2008  .
الجادرجي عمل منذ تخرجه في مكتب “الاستشاري العراقي” الذي أسسه عام 1952 وتابع نشاطه فيه حتى سنة 1978 ، حين تفرغ للنشاط الأكاديمي ؛ درّس كأستاذ زائر بجامعة هارفارد 1984ـ1992، وأستاذاً زائراً بجامعة لندن1982 ـ 1992. وفي غضون ذلك كان محاضراً في فلسفة الفن والعمارة والأنثروبولجيا وعلم الاجتماع ، سنة 1993 أسس “مركز أبحاث الجادرجي” وتفرّغ للبحث في فلسفة ونظرية العمارة ، سنة 1999 أسس “مؤسسة الجادرجي” بالاشتراك مع نقابة المهندسين في بيروت ورابطة المعماريين .
ألَّف الجادرجي العديد من الكتب حول العمارة ، ومعظم كتاباته تحاول الجمع بين التنظير الفلسفي المعماري وبين الحاجات والشروط البيئية والمحلية التي تحتضن تلك الأطروحات ، فضلاً عن إيلاء التركيبة الاجتماعية العمرانية للعالم العربي أهمية خاصة ؛ منها : “شارع طه وهامرسمث” 1985 ، و”الأخيضر والقصر البلوري” 1991، و“صورة أب” 1991 ، و“حوار في بنيوية الفن والعمارة” 1995 ، و“المسؤولية الاجتماعية لدور المعمار  أو المعمار المسؤول” 1999 ، و”مقام الجلوس في بيت عارف آغا” 2001 ، و”في سببية وجدلية العمارة” 2006 ، إضافة إلى “جدار بين ظلمتين” 2008 .
وتتحدد الرؤية الفلسفية للجادرجي من خلال ممارسته المهنية وكتاباته التنظيرية في العمارة فيقول : ” كان أهتمامي منصباً على إيجاد أسلوب ملائم لمعمار عربي معاصر ، وكانت نقطة الانطلاق هي اعتماد الحوار المستمر بين المعماريين والرسامين والنحاتين والمفكرين العرب . وكان السؤال عما إذا كان من الضرورة أن يظل الفن المعماري عندنا عرضة للأفكار الغربية الأوروبية أم أن عليه أن يتأثر بالبيئة المحلية والتقاليد الطبيعية والمواد المتوافرة . وبالنسبة لي فقد بدأت أتعلم من المعمار التقليدي وأحاول أن أتوصل إلى المواءمة ما بين الأشكال التقليدية والحضور الحتمي للتكنولوجيا الحديثة . كان هدفي ينحصر في خلق معمار ينسجم مع الواقع المكاني الذي يشيّد فيه ، وأن لا يسمح بالتضحية بشيء جوهري لصالح الإمكانيات التكنولوجية الحديثة . وفي الوقت نفسه كنت مهتماً بفهم وتحليل التفكير القائم في الطرق التقليدية للسيطرة الطبيعية “… ويقول : ” إن أهتمامي الحالي ينصب على الرغبة في تطوير أكثر للنزعة التجريدية في الأشكال التقليدية المحلية والقومية وقيمها الجمالية بمعزل عن المفهوم الإنشائي ” . ويرى الجادرجي أن هناك علاقة بين التنظير والممارسة ، وعلى المعماري أن يسخر التنظير في التصميم ، لأن رؤيتنا.
منقول