العمارة الاسلامية
بدأت العمارة الإسلامية بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث كان أول عمل قام به صلىالله عليه وسلم : هو بناء المسجد، وكان هذا المسجد في غاية البساطة، جدره من اللبن (الطين غير المحروق) وسقفه من الجريد و سعف تانخيل وعمده من جذوع النخل ..
ومن المعلوم أن المسلمين ،في بدء الدعوة الإسلامية انصرفوا بجميع قواهم إلىالفتوحات والحروب ، ولم يكن هناك من مجال للاهتمام بالنواحي الفنية والإعمار، وقدأوجب تأسيس دولتهم الجديدة تجنيد جميع القوى التي تجمعت لهم والطاقات لتثبيت كيان ودعائم هذهالدولة ، حتى استقام عودها ، وتبوأت المقام اللائق بها بين الدول المعروفة في ذلكالوقت، فإذا ما تحقق للمسلمين ذلك انصرفوا إلى الإعمار والبناء ،والتفنن في الريادة - والزخرفة ، وقد أخذ هذا الاتجاه والميل يتبلور عبر العصور الإسلامية الزاهية التي تلتعصر التقشف الذي نهجه الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم، فصارت عمارات المسلمينومدنهم العامرة ظاهرة تختلف كل الاختلاف عن تلك التي كانت قائمة قبل الفتوحاتالإسلامية.
ويعتبر عصر المماليك هو العصر الذهبي في تاريخ العمارة الإسلامية،حيث الإقبال على تشييد المساجد والمدارس والأضرحة وغيرها والتنوع والإتقان في شتىالعناصر المعمارية من منارات وقباب وزخارف ، كما روعي في بناء المساجد بناء المدارسوالأضرحة إلى جانب المساجد ذات الإيوانات والأعمدة والأكتاف، ونحن سنتكلم عن عمارةالسلطان قايتباي كمثال للعمارة المملوكية.
مسجد ومدرسة السلطان قايتباي:
السلطان قايتباي هو السلطان الملقب بالملك الأشرف أبو النصر قايتباي الجركسي، ولد في سنة 836 هـ- 1423م، وبويع بالسلطنة في سنة 842هـ- 1468م وقد ظل ملكاً لمصر نحو 29 سنة، وأقام كثيراً من المنشآت المعمارية من مساجد ومدارس ووكالات ومنازل وأسبلة وقناطرللمياه ، كما عني عناية كبيرة بالعمارة الحربية وبالحصون ، فأنشأ قلعة بالإسكندرية وأخرى برشيد ، وقدتوفي في سنة 901 هـ - 1496م ، وينسب إليه ما يزيد على سبعين أثراً إسلامياً ما بينإنشاء وتجديد.
وتعتبر مجموعة قايتباي بالقرافة الشرقية من أبدع وأجمل المجموعاتالمعمارية في مصر الإسلامية، وترجع أهميتها إلى جمال تنسيق المجموعة مع بعضها، وهيتتكون من مدرسة ومسجد وسبيل وكتّاب وضريح ومئذنة ، وقد لعبت دقة الصناعة وكذا جمالالنسب دوراً مهماً في إبراز جمال هذا الأثر المعماري القيمو الغني بالقيم الفنية المتعددة ..
ويتكون المسقط الأفقي من صحن مربع محاط بأربعة إيوانات ، أكبرها إيوان القبلة وهوالذي يشرف على الصحن بواسطة عقد مدبب - من طراز نعل الفرس ، كما هو الحال في إيوان القبلة بمدرسة الظاهربرقوق بالنحاسين بالقاهرة وتكتنف المحراب من جهتيه نافذتان شكلهما من الخارج داخل تجويفمستطيل الشكل ، ومن الداخل تظهران معقودتان ، وتعلوهما نوافذ مدببة تملأها أجزاء منالزجاج الملون، وأسقف الإيوان الرئيسي من الخشب المزخرف والمحلى بنقوش مذهبة، وقدكان الصحن في بادئ الأمر بسقف من الخشبالذي يعلوه منور مثمن، وبجوار إيوان الصلاةالضريح الذي يبرز قليلاً عن الواجهة الجانبية ، ومغطى من أعلاه بقبة حجرية محمولة علىمقرنصات مزخرفة من الخارج بزخارف نباتية متناسقة تقع داخل مناطق هندسية محفورة على الحجر،والمدخل الرئيسي معقود بعقد ذي ثلاثة فصوص، وإلى يمين المدخل ترى المئذنة ، وتعتبر منأجمل المآذن المصرية المعروفة بنسبها الجميلة ، وجمال زخرفتها، وإلى يسار المدخل يوجدالسبيل ، ويعلوه الكتاب ، ويعلو الواجهة افريز من الشرفات النباتية.
ويتكون المسقط الأفقي من صحن مربع محاط بأربعة إيوانات ، أكبرها إيوان القبلة وهوالذي يشرف على الصحن بواسطة عقد مدبب - من طراز نعل الفرس ، كما هو الحال في إيوان القبلة بمدرسة الظاهربرقوق بالنحاسين بالقاهرة وتكتنف المحراب من جهتيه نافذتان شكلهما من الخارج داخل تجويفمستطيل الشكل ، ومن الداخل تظهران معقودتان ، وتعلوهما نوافذ مدببة تملأها أجزاء منالزجاج الملون، وأسقف الإيوان الرئيسي من الخشب المزخرف والمحلى بنقوش مذهبة، وقدكان الصحن في بادئ الأمر بسقف من الخشبالذي يعلوه منور مثمن، وبجوار إيوان الصلاةالضريح الذي يبرز قليلاً عن الواجهة الجانبية ، ومغطى من أعلاه بقبة حجرية محمولة علىمقرنصات مزخرفة من الخارج بزخارف نباتية متناسقة تقع داخل مناطق هندسية محفورة على الحجر،والمدخل الرئيسي معقود بعقد ذي ثلاثة فصوص، وإلى يمين المدخل ترى المئذنة ، وتعتبر منأجمل المآذن المصرية المعروفة بنسبها الجميلة ، وجمال زخرفتها، وإلى يسار المدخل يوجدالسبيل ، ويعلوه الكتاب ، ويعلو الواجهة افريز من الشرفات النباتية.
مدرسة الأشرفية في القدس:
وتسمى المدرسة السلطانية أو المدرسة الأشرفية السلطانية نسبة إلى السلطان الأشرف قايتباي، وكان الأمير حسن الظاهري ناظر الحرمين قد قدمها سنة 877هـ - 1472م إلىالسلطان الذي رتب أمورها ، وعين لها أوقافاً، ثم قام السلطان عام 880هـ - 1475مبهدمها وإعادة بنائها وانتهى بعد سبع سنوات وأصبحت من روائع المباني القدسية.
وتتكون المدرسة من طبقتين ومدخل جميل يمتاز بالزخارف والكتابات ، ويؤدي إلى دركاهفيه سلم حجري، وفي شماليها مسجد للحنابلة تشغله مكتبة المسجد الأقصى ، وتشكل الطبقةالعليا منه مدرسة للبنات ، وفيه صحن وأربعة أواوين.
سبيل السلطان قايتباي بالقدس:
من أشهر السبل في القدس الشريف سبيل قايتباي وقد أنشئ في عهد سيف الدين غينال، وأعاد بناءه السلطان قايتباي بالحجر الملون ، وفرش أرضيته بالرخام ، ثم جدد في عهدالسلطان عبد الحميد سنة 1300هـ-1882م، وهو مؤلف من بناء مربع مفتوح الجدران بنوافذمستطيلة كبيرة ذات شباك معدني، وفي أعلى الجدران الخارجية كتابة رائعة، وتعلو هذاالبناء قبة مملوكية مزخرفة بعروق نافرة ، فوقها رقبة ذات أركان أربعة وفتحات أربع،وينهض هذا البناء فوق بئر تعلوها خرزة ، والبئر محفورة في الأرض لتخزين مياه الأمطار، وفوق البئر مزملة لتفريق الماء.
قلعة قايتباي بالإسكندرية :
قلعة قايتباي التي مازالت بحالة جيدة منذ العهد المملوكي أبرز وأشهر أثر إسلاميفي الإسكندرية ، وكان الملك الأشرف قايتباي آخر السلاطين المماليك قد أنشأها في وقتكانت فيه مصر تعاني اضطرابات واختلافاً مع الدولة العثمانية.
والقلعة هي برجمربع الشكل ، يدعم كل ركن من أركانه برج أصغر مستدير ، ويضم البرج عدة أبنية ، فيها مسجدوطاحونة وفرن ومقعد يطل على البحر الأبيض المتوسط.
عمارة السلطان قايتباي بالمسجدالنبوي:
احتاج المسجد النبوي الشريف في بداية عهد قايتباي إلى كثير من أعمال الصيانةوالتجديد، فأسند أمرها إلى الأمير المملوكي شمس الدين ابن الزمزمي، فجدد في سنة 879هـ سقف الظلة المحيطة بصحن المسجد من الشرق و ذلك لوجود خلل في بعض أعمدتها وعقودها، وجعلها بسقف واحد في مستوى السقف الأسفل لمقدم المسجد ، كما جدد في السنة نفسها الجزءالأمامي من جدار المسجد الشرقي مما يلي المنارة الواقعة في الركن الشمالي الشرقي والمعروفة بالنجارية ، ورمم ما بها من شقوق،و شروخ ثم توقفت الأعمال حولا كاملا لاختلاف الآراء حول تجديد الحجرة الشريفة، ولكنهم عادوا في أوائل سنة 881 هـ فشرعوا بإشراف ابن الزمزمي أيضا في تجديد سقف الروضة المطهرة لوجود خلل في أخشابه من نداوةالأمطار ، فقرروا بناء عقود من الآجر ، يحمل عليها سقف المسجدالأعلى عوضا عن الأخشاب التي كانت توضع من قبل بشكل أفقي - فوق تيجان الأعمدة.
وقد تهيأت الظروف في المدينة المنورة بعد اكتمال الأعمال المذكورة سنة 881 هـ لاستقبال سلطان مصر الأشرف قايتباي لأداء مناسك الحج، فكان قدومه إلى المدينة المنورة في موسم 884 هـ قدوم المؤمنين الأتقياء ، فترجل عند دخوله المدينة المنورة ،وامتنع عن دخول الحجرة الشريفة ، وقال: لو أمكنني الوقوف للزيارة - في أبعد من هذا الموضع لفعلت.
بقي المسجد النبوي الشريف محتفظابالعمارة التي جددها ابن الزمزمي لقايتباي في نهاية 881 هـ حتى تسببت صواعق حدثتقبل صلاة الصبح في الثالث عشر من شهر رمضان المبارك 886 هـ في إصابة أعلى المنارةالرئيسة بشرر تساقطت منه الأحجار على سطح مقدم المسجد، وعلقت فيه النار بسقوفالمسجد المجاورة لتلك المنارة ، وامتدت منها إلى سائر أجزاء المسجد الشريف في وقت قلفيه الحضور في المسجد إلا من بعض المؤذنين والفراشين، وقد أخفقت جهودهم مع من هب - لمساعدتهم في إيقاف النار التي دمرت في وقت قصير جميع سقوف المسجد وحواصله وأبوابه وما فيه من خزائن الكتب النفيسة.
وقد هال الأمر سلطان مصر الذي أمر في الشهرذاته بتنظيف المسجد ، وأوقف الأعمال التي بدأ تنفيذها في الحرم المكي الشريفآنذاك،وسيرت آلات العمارة الخاصة بها مع القائمين عليها إلى المدينة المنورة، وجمع من البنائين البارزين في حرف البناء الأخرى من مختلف أنحاء مصر وبلاد الشام ، وأسندالإشراف على البناء إلى ناظر العمارة الأولى شمس الدين بن الزمن، وقد وافق بعدالتشاور مع المهندسين على هدم المنارة الرئيسة إلى أساسها ، ثم أعيد بناؤها على هيئةالمآذن المملوكية، وشرعوا بعد ذلك في هدم جدار القبلة بأكمله لاحتياجه إلى تعريضالأسس وتقوية البناء وكذلك سور المسجد الغربي من ركن المنارة النجارية المجاورة لباب السلام إلى باب الرحمة.
وعندما شرع البناءون في إعادة بناء القبة الشرقيةاقتضى رأيهم استحداث عدد من الأكتاف حول الحجرة الشريفة ، ونتيجة لضخامة هذه الأكتافوكثرتها وتباين أحجامها فقد ضاق المسجد من هذا الجانب ؛ مما حدا بالمهندسين على هدمالجدار الشرقي من المنارة الرئيسة إلى باب جبريل ، وخرجوا به إلى الشرق بنحو 120م2 ، ثمبنوا القبة بالآجر خلافا للخشب المستخدم فيها من قبل ، وقد جاءت قبة ضخمة ذات رقبة طويلة كحال قباب العصر المملوكي ؛ مما أدى إلى اختصارها أكثر من مرة.
بيد أن فرحةالسلطان قايتباي بإنجاز هذا العمل لم تدم طويلا ، فقد فأجأته الأخبار في أوائل سنة 891 هـ بتشقق القبة الشريفة وميلان المئذنة الرئيسة و اغتم لذلك و لكنه أمرفانتدب لإصلاحها الأمير شاهين الجمالي ، وأسند له نظارة الحرم ومشيخته ، وبدأ في العمل في أوائل سنة 892 هـ ، فأصلحالجزء العلوي من القبة ، وجدد المنارة ، وزاد في ارتفاعها عشرون ذراعا بحيث أصبحت 120ذراعا أي 60 مترا تقريبا، ولا تزال تحتفظ حتى الوقت الحاضر بخصائص هذا التجديد ، بيدأن صاعقة أصابت جانبا منها في سنة 898 هـ ، وسقط منها بعض الأحجار ، وسلم المسجد منالضرر، فقام الأمير المذكور بإصلاح الخلل على وجه السرعة.
المصدر : مجلة الوعي الإسلامي ـ العدد :528
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق